معيط بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف (١) ﴿عَلَى يَدَيْهِ﴾ ندمًا وأسفًا على ما فرط في جنب الله وأوبق نفسه بالمعصية والكفر بالله لأجل طاعة خليله الذي صده عن سبيل ربه ﴿يَقُولُ يَالَيْتَنِي﴾ فتح ياءه أبو عمرو (٢) ﴿اتَّخَذْتُ﴾ في الدنيا ﴿مَعَ الرَّسُولِ﴾ محمد ﴿سَبِيلًا﴾.
٢٨ - ﴿يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (٢٨)﴾
يعني: أبي بن خلف الجمحي (٣).
٢٩ - ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ﴾
يعني: القرآن والرسول (٤) ﴿بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ﴾ وهو

(١) بإجماع أهل التفسير كما نقله عنهم السمعاني في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٦.
(٢) وكذلك أبو خليد عن نافع. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٦٤)، "التيسير" للداني (١٣٤)، "التذكرة" لابن غلبون (٤٦٨)، "المبسوط" لابن مهران (٢٧٣)، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٨/ ٣٠٨.
(٣) وهو الصواب لا أمية كما سبق وذكر بعضهم أن في قراءة بعض الصحابة (ليتني لم أتخذ أبيًّا خليلاً) وهو على تقدير ثبوته من قبيل التفسير لا القراءة.
انظر: "أضواء البيان" للشنقيطي ٦/ ٣١٣.
(٤) وهذان قولان كما في "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٦٧ وجمعهما المصنف في قول واحد، وكذا ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٤/ أ، والقو لأنّ متلازمان وإن كان القول بأنه القرآن أقرب وذلك لأن الذكر في القرآن إذا أتى بهذا اللفظ، فالمراد به -غالبًا- القرآن كقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (٥٨)﴾ [آل عمران: ٥٨] وقوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)﴾ [الحجر: ٩] وقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ﴾ [النحل: ٤٤] وغيرها من الآيات. والقول بأنه القرآن اقتصر عليه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٩، ورجحه الشنقيطي في "أضواء البيان" ٦/ ٣١٦.


الصفحة التالية
Icon