﴿أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا﴾ إذا مروا بها في أسفارهم فيعتبروا ولتذكروا.
قال الله تعالى ﴿بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ﴾ يخافون (١) ﴿نُشُورًا﴾ بعثًا.
٤١ - ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا﴾
نزلت في أبي جهل (٢) كان إذا مر بأصحابه على رسول الله - ﷺ - قال مستهزئًا: ﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾.
٤٢ - ﴿إِنْ كَادَ﴾
قد كاد ﴿لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا﴾ فيصدنا عن عبادتها ﴿لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا﴾ لصرفنا عنها.

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٩٨ عن قتادة، وقاله النحاس كما في "معاني القرآن" له ٥/ ٢٨ ومذهب من ينكر الأضداد أن (يرجون) على بابه، والمعنى: بل كانوا لا يرجون ثواب من عمل خيرًا بعد البعث فركبوا المعاصي، وهذا مذهب الزجاج.
انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٩، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١٦٢.
(٢) قاله مقاتل كما في "تفسيره" ٣/ ٢٣٥، وابن حبيب في "تفسيره" ٢١٥/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٧٤/ أ، ولا شك أن أبا جهل من أشد الناس عداوة للنبي - ﷺ -. انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١٩١) (٢٧٤ - ٢٧٧).
لكن الآية عامة في المشركين، وأبو جهل أحدهم فلا تخصص به.
لذا قال الطبري في "جامع البيان" لهذِه الآية ١٩/ ١٧ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - ﷺ -: وإذا رآك هؤلاء المشركون الذين قصصت عليك قصصهم إن يتخذونك إلا هزوًا.
قلت: وهذا هو الأولى.


الصفحة التالية
Icon