الدليلَ، فإذا ارتفعت الشمس قصر، وإن انحطت طال (١).
٤٦ - ﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ﴾
يعني الظل ﴿إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾ بالشمس التي يأتي بها فتنسخه، ومعنى قوله: ﴿يَسِيرًا﴾ أي: خفيًّا سريعًا (٢).
والقبض: جمع الأجزاء المنبسطة (٣)، وأراد هنا النقل اللطاف (٤).
٤٧ - قوله عَز وَجلّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾
أي: سترًا تستترون به وتسكنون فيه. ﴿وَالنَّوْمَ سُبَاتًا﴾ راحة لأبدانكم وقطعًا لعملكم وأصل السبت: القطع ومنه يوم السبت، والنعال السبتية (٥).

(١) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ١٩، وانظر "تفسير ابن فورك" ٢/ ٢٠/ أ، "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٣٢.
(٢) وهذان قولان، فالقول الأول -خفيًّا- أخرجه الطبري في "جامع البيان" عن مجاهد ١٩/ ٢٠.
وقال به ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (٣١٣)، ثم قال: كذلك هو في بعض اللغات، ورجحه النحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٣١.
والقول الثاني -سريعًا- أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٢٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٠٣ من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وقال به الضحاك.
وجمعها الطبري فيقول واحد -وهو الأولى- وتبعه المصنف فأحسن.
(٣) انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ٥٠، "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٢١٣.
(٤) في (م): اللطيف.
(٥) وقيل: إن أصل السبت يدل على راحة وسكون. =


الصفحة التالية
Icon