﴿وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ أي: يقظة وحياة تنتشرون فيه، وتنتشرون لأشغالكم.
٤٨ - قوله عَز وَجلّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾
طاهرًا في نفسه مطهرًا لغيره (١).
٤٩ - ﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾
ولم يقل: ميتة؛ لأنه رجع به إلى المكان والموضع (٢).
قال كعب: المطر روح الأرض (٣).
﴿وَنُسْقِيَهُ﴾ قراءة العامة بضم النون، وروى المفضل والبُرْجُمي عن عاصم بفتح النون، وهي قراءة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

= انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٣/ ١٢٥، "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٧ سبت، "المعجم الوسيط" ١/ ٤١٢، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٣٩٢).
(١) قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣١١: طهورًا أي: آلة يتطهر بها كالسحور والوقود وما جرى مجراهما، فهذا أصح ما يقال في ذلك، وأما من قال: إنه مفعول بمعنى فاعل، أو أنه مبني للمبالغة والتعدي فعلى كل منها إشكالات من حيث اللغة والحكم.
(٢) قاله أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٧٦، والطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٢١.
وقال الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٧١: لأن معنى البلد والبلدة واحد.
وقيل كما في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة: الأرض التي ليس فيها نبات ميت بلا هاء، والروحانية إذا ماتت فهي ميتة بالهاء.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ٥٦.


الصفحة التالية
Icon