﴿هَذَا عَذْبٌ﴾ طيب ﴿فُرَاتٌ﴾ شديد العذوبة. ﴿وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ شديد الملوحة ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾ حاجزًا (١) بقدرته وحكمته لئلا يختلطا. ﴿وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾ سترًا ممنوعًا يمنعهما فلا يبغيان، ولا يفسد الملحُ العذبَ (٢).
٥٤ - قوله عَز وَجلّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا﴾
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: النسب: ما لا يحل نكاحه، والصهر: ما يحل نكاحه (٣).
وقال الضحاك (٤)، وقتادة (٥)،

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٢٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٠٩ عن مجاهد. وانظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٧٧، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (٣١٤)، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٢، وللنحاس ٥/ ٣٨، "جامع البيان" للطبري ١٩/ ٢٤، "تفسير ابن حبيب" ٢١٦/ أ، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (١١٨).
(٢) وسبق أن بينت أن هذا الحاجز حسي ومعنوي فلتراجع.
(٣) نسبه إليه ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٦/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٧٤/ ب.
وقاله الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٧٠، والزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٧٢، والنحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٣٨.
(٤) أخرجه البستي في "تفسيره" (ص ٥١٠) (٦٧٥)، والطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٢٦ كلاهما من طريق عبيد عنه.
ونسبه إليه ابن فورك في "تفسيره" ٢/ ٢١/ ب، والنحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٣٨.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧١٠ عنه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٣٦ وزاد نسبته لعبد بن حميد.


الصفحة التالية
Icon