ثمَّ قال ﴿إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ نصب بالاستثناء، يعني: فإنهم عدو لي وغير معبود لي إلا رب العالمين، فإني أعبده، قاله الفراء (١).
وقيل هو بمعنى: لكن (٢). وقال (٣) الحسين بن الفضل: يعني إلا من عبد رب العالمين (٤). ثمَّ وصفه فقال.
٧٨ - ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾
أخبر أن الهادي على الحقيقة هو الخالق لا هادي غيره.
قال أهل اللسان: الذي خلقني في الدنيا على فطرته، فهو يهديني في الآخرة إلى جنته (٥).

(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨١.
(٢) وهو الاستثناء المنقطع والمعنى: لكن رب العالمين ليس بعدو لي.
وهذا القول ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٩٣ عن النحويين، وهو بمعنى القول الذي قبله.
وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١٨٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٢٢، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٥٣٠.
(٣) في الأصل: قاله وهو خطأ، والتصويب من (م)، (ح).
(٤) نسبه إليه ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٢/ ب، والبغويُّ في "معالم التنزيل" ٦/ ١١٧، وأجاز الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٩٣ قولاً آخر وهو أن يكون الاستثناء متصلاً على أنهم كانوا يعبدون الله -عز وجل- ويعبدون معه الأصنام فأعلمهم أنَّه تبرأ مما يعبدون إلا الله.
(٥) نسبه ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٢/ ب لسهل بن عبد الله التستري.
قلت: وصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٣٣٠ بشيخ العارفين الصوفي الزاهد وقال: له كلمات نافعة ومواعظ حسنة وقدم راسخ في الطريق.


الصفحة التالية
Icon