وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: بأهل الجنة (١).
٨٤ - ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾
أي ذكراً جميلاً وثناء حسناً وقبولاً عاماً في الأمم التي تجيء بعدي، فأعطاه الله ذلك، فكل أهل الأديان يتولونه ويثنون عليه (٢).
قال القتبي: ووضع اللسان موضع القول على الاستعارة، لأنَّ القول يكون بها (٣). والعرب تسمي اللغة لساناً.
قال أعشى باهلة:

إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لا أُسَرُّ بِهَا من عَلْو لا عَجَبٌ مِنْها ولا سَخَرُ (٤) (٥)
(١) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عنه كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ١٦٥. ونسبه إليه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١١٢.
(٢) أخرج الطبري ١٩/ ٨٦ عن ابن زيد وعكرمة نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٨١ عن مجاهد وابن زيد وقتادة نحوه.
وقال به مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٢٦٩، والطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٨٦ ونقل ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٢٣٥. وعنه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١١٣ إجماع المفسرين على ذلك. وانظر "الإجماع في التفسير" (ص ٣٥٦).
(٣) في (م)، (ح): به.
(٤) البيت مطلع قصيدة لأعشى باهلة يرثي بها المنتشر بن وهب الباهلي.
انظر: "خزانة الأدب" للبغدادي ٦/ ٥١١، "سمط الآلي" للميمني (٧٥)، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٣٥٢ سخر.
والشاهد قوله (لسان) أي: رسالة وخبر.
(٥) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (١٤٦).


الصفحة التالية
Icon