١٩٧ - ﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً﴾
قرأ ابن عامر: ﴿تَكُنْ﴾ بالتاء ﴿آيَةٌ﴾ رفع (١) وغيره ﴿يَكُنْ﴾ بالياء ﴿آيَةً﴾ بالنصب (٢). ومعنى الآية: أو لم يكن لهؤلاء المتكبرين دلالة وعلامة.
﴿أَنْ يَعْلَمَهُ﴾ يعني: محمدًا - ﷺ - ﴿عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ عبد الله بن سلام وأصحابه - رضي الله عنه - (٣). قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة فسألوهم عن محمد - ﷺ - فقالوا: إن هذا لزمانه، وإنا لنجد في التوراة نعته وصفته وكان ذلك آية لهم على صدقه (٤).

(١) في (م)، (ح): بالرفع.
(٢) وانظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٧٣)، "التيسير" للداني (١٣٥)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٢٧٦)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٣٦، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٣٢٠ - ٢٣١، "شرح الهداية" ٢/ ٤٥٠، "الحجة" للفارسي ٥/ ٣٦٩، "الموضح في القراءات" لابن أبي مريم ٢/ ٩٤٢.
(٣) أخرج البستي في "تفسيره" (٥٤٣) (٧٥٣)، والطبري في "جامع البيان" ١٩/ ١١٣، وآدم (٥١٤)، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢٨١٩ جميعهم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم. ونسبه ابن فورك أيضًا في "تفسيره" ٢/ ٣٣/ ب لابن عباس وقتادة، وقال به مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٢٨٠.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: كانوا خمسة أسد وأسيد وابن يامين وثعلبة وعبد الله بن سلام.
(٤) نسبه إليه ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٢/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٦/ ب، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٢٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ١٤٥. وقال ابن تيمية "الجواب الصحيح" ١/ ٣٤٠: والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد - ﷺ - عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم.


الصفحة التالية
Icon