المسألة (١) ﴿فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا﴾ يعني: فلم يعمر منها إلا أقلها وأكثرها خراب (٢).
قال ابن عباس: لم يسكنها إلا المسافر ومار الطريق يومًا أو ساعة (٣) ﴿وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ نظيره قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٤٠)﴾ (٤) وقوله عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (٥).
٥٩ - قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى﴾
بظلم (٦) بكفر أهلها ﴿حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا﴾ يعني: مكة ﴿رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ كافرون.

(١) انظر: نظائر هذِه الآية في سورة البقرة في قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفسَهُ﴾ [١٣٠] وكذا في سورة النساء ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا﴾ [٤].
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٠/ ٩٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٢١٦.
(٣) ذكره الألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ٨٥، والواحدي في "الوجيز" ٢/ ٨٢٣، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢١٦، والزمخشري في "الكشاف" ٣/ ١٨٦، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٠١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٢١.
(٤) مريم: ٤٠.
(٥) الحديد: ١٠.
(٦) من (س).


الصفحة التالية
Icon