﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ يعني: تتبرأ الأوثان من عابديها ﴿وَمَأْوَاكُمُ﴾ يعني: جميعًا العابدين والمعبودين ﴿النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾.
٢٦ - قوله عز وجل: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾
وهو أول من صدق إبراهيم عليه السَّلام حين رأي أن النار لم تضره.
﴿وَقَالَ﴾ يعني: إبراهيم عليه السَّلام ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾ فهاجر من كُوثَي (١) وهي من سواد الكوفة إلى حران (٢) ثم إلى الشام ومعه ابن أخيه لوط (٣) وامرأته سارة، وهو عليه السلام أول من هاجر، قال مقاتل: هاجر إبراهيم عليه السَّلام وهو ابن خمس وسبعين سنة (٤).
﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
٢٧ - ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾.
(٢) هي مدينة على الفرات، وهي على طريق الموصل والشام، وضبطها حَرَّانُ، وقيل سميت بهاران أخي إبراهيم عليه السَّلام؛ لأنه أول من بناها فعُرِّبت فقيل حران. "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٢٣٥.
(٣) هو لوط بن هاران بن آزر. انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ١/ ١٤٩.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٣٨٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٣٨، والزمخشري في "الكشاف" ٣/ ٤٠٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٣٩، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٤٤، والألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ١٥٤ جميعهم عن مقاتل.