وكان فتح بني قريظة في آخر ذي القعدة سنة خمس من الهجرة، فذلك قوله -عز وجل-:
٢٦ - ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ﴾
أي: حصونهم (١) ومعاقلهم، واحدتها صيصة، ومنه قيل لقرن البقر: صيصة، ولشوكة الديك والحاكة صيصة، قال الشاعر:
كوقع الصياصي في النسيج الممدد (٢)
﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ وهم الرجال ﴿وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا﴾ وهم النساء والذراري (٣).
٢٧ - ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا﴾ بعد.
قال يزيد بن رومان وابن زيد ومقاتل: يعني خيبر (٤).
قتادة: كنا نحدث أنها مكة.

(١) انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٥٧) (صيص). ومنه قيل:
فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت نساء تميم يبتدرن الصياصيا
(٢) هذا عجز بيت لدريد بن الصمة، وصدره: فجئت إليه والرماح تنوشه.
الصيصة هي: شوكة الديك التي في رجله، وشوكة الحائك التي يسوي بها السداة، وصياصي البقر: قرونها، وربما كانت تركب في الرماح مكان الأسنة، والصياصي: الحصون، وكل شيء امتنع به وتحصن فهو صيصة، ومنه قيل للحصون الصياصي.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٦٧ (صيص)، "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٣١٨ - ٣١٩ (صيص).
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٥٥ عن يزيد بن رومان.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٥٥.


الصفحة التالية
Icon