٥٣ - ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ﴾ الآية.
قال أكثر المفسرين: نزلت هذِه الآية في شأن وليمة زينب.
قال أنس بن مالك: أنا أعلم الناس بآية الحجاب، ولقد سألني عنها أُبيّ بن كعب، لما بنى رسول الله - ﷺ - بزينب بنت جحش، أولم عليها بتمر وسويق (١)، وذبح شاة وبعثت إليه أمي أم سليم بحيس (٢) في تور من حجارة (٣)، فأمرني النبي - ﷺ - أن أدعو أصحابه إلى الطعام، فدعوتهم فجعل القوم يجيئون يأكلون ويخرجون، ثم يجيء القوم فيأكلون ويخرجون، فقلت: يا نبي الله قد دعوت حتَّى ما أجد أحدًا أدعوه. فقال: "ارفعوا طعامكم فرفعوا وخرج القوم"، وبقي ثلاثة نفر يتحدثون في البيت فأطالوا المكث، فقام رسول الله - ﷺ - ووقفت معه لكي يخرجوا، فمشى رسول الله - ﷺ - منطلقًا نحو حجرة عائشة فقال: "السلام عليكم أهل البيت"، فقالوا: وعليك السلام يا رسول الله، كيف وجدت أهلك، ثم رجع فأتى حجر نسائه فسلم عليهن فدعون له، ورجع إلى بيت زينب فإذا الثلاثة جلوس يتحدثون

(١) السويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ١٧٠ (سوق).
(٢) الحيس: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن. وقد يجعل عوض الأقط الدقيق، أو الفتيت. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٤٦٧ (حيس).
(٣) التور: هو إناء من صفر أو حجارة كالإجانة، وقد يتوضأ منه. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ١٩٩ (تور).


الصفحة التالية
Icon