وهُزموا وكانوا يقولون: قد أتاكم العدو ونحوه.
وقال الكلبي: كانوا يحبون أن يغيظوا الأخيار، وأن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ لنولعنك ولنحرشنك بهم (١) ولنسلطنك عليهم (٢).
﴿ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا﴾ لا يساكنونك في المدينة (٣) ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ حتى يخرجوا منها.
٦١ - ﴿مَلْعُونِينَ﴾ مطرودين بالنصب على الحال، وقيل على الذم (٤).
﴿أَيْنَمَا ثُقِفُوا﴾ أحسروا ووجدوا. ﴿أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾، قال قتادة: ذكر لنا أن المنافقين أرادوا أن يُظهروا ما في قلوبهم من النفاق فأوعدهم الله هذِه الآية فكتموه (٥).

(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤٨، عن قتادة.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤٨، عن ابن عباس.
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤٨، عن قتادة.
(٤) قال الطبري: وقوله: ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (٦١)﴾ يقول تعالى ذكره: مطرودين منفيين ﴿أَيْنَمَا ثُقِفُوا﴾ يقول: حيثما لفوا من الأرض ﴿أُخِذُوا وَقُتِّلُوا﴾ لكفرهم بالله ﴿تَقْتِيلًا﴾. قال قتادة ملعونين على كل حال ﴿أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ إذا هم أظهروا النفاق. ونصب قوله: ﴿مَلْعُونِينَ﴾ على الشتم، وقد يجوز أن يكون القليل من صفة الملعونين، فيكون قوله ﴿مَلْعُونِينَ﴾ مردودا على القليل، فيكون معناه: ثم لا يجاورونك فيها إلا أقلاء ملعونين يقتلون حيث أصيبوا. انظر: "جامع البيان" ٢٢/ ٤٨.
(٥) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤٨.


الصفحة التالية
Icon