﴿إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ (١) وأظهروا الندامة، وهو من الأضداد، يكون بمعنى الإخفاء والإبداء (٢).
﴿لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ﴾ الجوامع من النَّار (٣) ﴿فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الأتباع والمتبوعين جميعًا ﴿هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ في الدنيا (٤).
٣٤ - ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ﴾ من (٥) رسول.
﴿إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا﴾ رؤساؤها وأغنياؤها (٦) ﴿إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾.
_________
(١) أي: أشباها ونظراء وأمثالا.
(٢) وقيل: ﴿أَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾، أي: تبينت الندامة في أسرارا وجوههم، قيل: الندامة لا تظهر، وإنما تكون في القلب، وإنما يظهر ما يتولد عنها، وقيل: إظهار الندامة قولهم ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢)﴾، وقيل: أسروا الندامة بينهم ولم يجهروا بالقول بها كما قال: ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى﴾.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٠٤.
(٣) وهي أَيضًا: السلاسل التي تجمع أيديهم مع أعناقهم.
(٤) أي: إنما نجازيكم بأعمالكم كل بحسبه، للقادة عذاب بحسبهم، وللأتباع عذاب بحسبهم ﴿قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، وقال الحسن الخشني: ما في جهنم دار ولا مغار ولا غل ولا قيد ولا سلسلة إلَّا اسم صاحبها عليها مكتوب. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٨٩.
(٥) سقطت من (م).
(٦) وقال قتادة: هم جبابرتهم وقادتهم ورؤوسهم في الشر.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٠٥.
وهكذا كان النَّبِيّ - ﷺ - إنما يتبعه من قريش أراذل النَّاس ومساكينهم، قال هرقل =