بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} (١).
٤٧ - ﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ﴾ على تبليغ الرسالة والنصيحة
﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ جُعْل ﴿فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾ يعني: ما ثوابي إلَّا على الله ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.
٤٨ - ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ﴾
يعني: يرمي بالحق بالوحي ينزله من السماء (٢)، فيقذفه إلى خير الأنبياء ﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ رفع بخبر إن.
_________
(١) ﴿إِنْ هُوَ﴾ أي: النَّبِيّ - ﷺ -، ويشهد له ما رواه مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: خرج رسول الله حتَّى صعد الصفا فهتف: "يَا صباحاه؟ " فقالوا: من هذا الذي يهتف! ؟ قالوا محمَّد؛ فاجتمعوا إليه فقال: "يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب" فاجتمعوا إليه فقال "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: "فإنِّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد". قال فقال أبو لهب: تبا لك! أما جمعتنا إلَّا لهذا؟ ثم قال فنزلت هذِه السورة: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)﴾. وروى الإمام أَحْمد، عن عبد الله بن بريدة عن أَبيه - رضي الله عنه - قال: خرج إلينا رسول الله - ﷺ - يومًا فنادى ثلاث مرات، فقال: "أيها النَّاس أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ " قالوا: الله تعالى ورسوله أعلم. قال - ﷺ -: "إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوًّا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم فبينما هو كذلك أبصر العدو، فأقبل لينذرهم وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه، أيها النَّاس أوتيتم أيها النَّاس أوتيتم" ثلاث مرات، وبهذا الإسناد قال رسول الله - ﷺ -: "بعثت أنا والساعة جميعًا إن كادت لتسبقني".
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٩٦ - ٢٩٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣١٢.
(٢) روى الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٠٦ مثله عن قتادة.