من أجر (١)؟، قالوا: لا، فقال ذلك.
قال: وكان حبيب في غار يعبد ربه، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وما هو عليه من التوحيد وعبادة الله (٢)، فقيل له: وأنت مخالف لديننا ومتابع دين هؤلاء الرسل ومؤمن بإلههم؟، فقال:
٢٢ - ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي﴾ إن فعلت ذلك ﴿إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.
٢٥ - ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥)﴾
فلما قال لهم ذلك وثبوا إليه وثبة رجل واحد فقتلوه ولم يكن أحد يدفع عنه. وقال عبد الله بن مسعود: وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه (٣) من دبره (٤).

(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٥٩، عن قتادة.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٥٩، عن قتادة.
(٣) القُصبُ: المعى، والجمع، أقصاب. قال الجوهري: القصب، بالضم: المعنى في الحديث: أن عمرو بن لحي أول من بدل دين إسماعيل - عليه السلام -، قال النبي - ﷺ -: "فرأيته يجر قصبه في النار"؛ قيل: القُصْبُ اسم للأَمْعاءِ كلَّها؛ وقيل: هو ما كان أَسْفَلَ البَطْن من الأَمْعاء القَصَبُ: عُروق الرِّئَة، وهي مَخارجُ الأَنْفاس ومجاريها. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٦٧٦ (قصب).
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٦١، عن ابن مسعود.
والدُّبُرُ: مخففا ومثقلا: الظهر، قال الله تعالى: ﴿وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ جعله للجماعة، والدُّبُرُ أيضًا ضد القبل، وهو المقصود هنا. انظر: "مختار الصحاح" للرازي (٨٣).


الصفحة التالية
Icon