فهم الصديقون: حبيب النجار مؤمن آل يس، وخربيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم.
قالوا: فلما قتل حبيب غضب الله له وعجل لهم النقمة، فأمر جبريل فصاح بهم صيحة ماتوا عن آخرهم، فذلك قوله -عز وجل-:
٢٨ - ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾.
وفي مصحف عبد الله: (إلَّا زُقْية واحدة) وهي الصيحة أيضًا، وأصلها من الزُّقاء.
وقرأ أبو جعفر (صيحةٌ) بالرفع، جعل الكون بمعنى الوقوع (١).

= إلى محمد - ﷺ - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فإنه حديث منكر، لا يعرف إلَّا من طريق حسين الأشقر، وهو شيعي متروك، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب. وعزاه السيوطي إلى الطبراني، وابن مردويه، عن ابن عباس. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٣٣٣٤).
وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" ١١/ ٦٠١ (٣٢٨٩٧، ٣٢٨٩٨) بلفظ: "الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل يس، وعلي بن أبي طالب". ولفظ: "الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس قال: ﴿يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾ وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم".
وانظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي ٩/ ١٠٢. "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٣٥٨. "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٢٠.
(١) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٢: واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الأمصار ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ نصبا وأن في (كانت) مضمرا. =


الصفحة التالية
Icon