﴿أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾.
٣٢ - ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا﴾ بالتشديد ابن عامر، والأعمش، وعاصم، وحمزة.
الباقون بالتخفيف. فمن شدد جعل (إن) بمعنى الجحد، و (لما) بمعنى إلاّ، تقديره: وما كان إلَّا (١).
﴿جَمِيعٌ﴾ كقولهم: سألتك لمّا فعلت، أي: إلَّا فعلت.
ومن خفف جعل (إن) للتحقيق وخففه، و (ما) صلة مجازه: وكل، أي: لجميع. ﴿لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾.
٣٣ - ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا﴾ بالمطر.
﴿وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾.

(١) واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: (وإن كل لما) بالتخفيف توجيها منهم إلى أن ذلك (ما) أدخلت عليها اللام التي تدخل جواب لـ (إن). وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة: (لما) بتشديد الميم. ولتشديدهم ذلك عندنا وجهان: أحدهما: أن يكون الكلام عندهم كان مرادا به: وإن كل لمما جميع، ثم حذفت إحدى الميمات لما كثرت، كما قال الشاعر:
غَدَاةَ طَفَت عَلْماءِ بَكْرُ بنُ وَائِل وَعُجنْا صُدُورَ الخَيْلِ نَحْوَ تَمِيمِ
والآخر: أن يكونوا أرادوا أن تكون (لما) بمعنى (إلَّا)، مع (إن) خاصة فتكون نظيرة (إنما) إذا وضعت موضع (إلَّا).
وقد كان بعض نحوي الكوفة يقول: كأنها (لم) ضمت إليها (ما)، فصارتا جميعا استثناء، وخرجتا من حد الجحد. وكان بعض أهل العربية يقول: لا أعرف وجه (لما) بالتشديد. والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٢ - ٣.


الصفحة التالية
Icon