ما عُذبوا في القبور في جنبها كالنوم، فقالوا: من بعثنا من مرقدنا؟ !.
ثم قالوا: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ (أقروا حين لم ينفعهم الإقرار.
وقال مجاهد: يقول الكفار: ﴿مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾، ويقول المؤمنون: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ (١)) (٢).
٥٣ - ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٥٣)﴾.
٥٤ - ﴿فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤)﴾
محل (ما) نصب من وجهين: أحدهما: مفعول ما لم يسم فاعله. والثاني: بنزع حرف الصفة، أي: بما.
٥٥ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ﴾
قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وشيبة بجزم الغين، واختاره أبو حاتم. وقرأ الآخرون بضم الغين، واختاره أبو عبيد وهما لغتان مثل السحْت والسحت ونحوهما (٣).
(٢) سقط من (م).
(٣) قال الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٢٣ - ١٩: والصواب في ذلك عندي قراءته بضم الشين والغين، أو بضم الشين وسكون الغين، بأيّ ذلك قرأه القارئ فهو مصيب، لأن ذلك هو القراءة المعروفة في قرّاء الأمصار مع تقارب معنييهما. وأما قراءته بفتح الشين والغين، فغير جائزة عندي، لإجماع الحجة من القرّاء على خلافها.