وقال سعيد بن جبير: هو العاص بن وائل السهمي (١).
وقال الحسن: هو أمية بن خلف (٢).
وقال قتادة: أبيّ بن خلف الجمحي (٣)، قال: وذلك أنه أتى النبي - ﷺ - بعظم حائل قد بلي فقال: يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما رمَّ (٤)؟ !، فقال - ﷺ -: "نعم، ويبعثك ويدخلك النار" (٥) فأنزل الله تعالى هذِه الآيات.
٧٨ - ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ بدء أمره.
﴿قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ بالية، وإنما لم يقل رميمة لأنه معدول من فاعله، وكل ما كان معدولا عن وجهه ووزنه كان مصروفًا عن إعرابه كقوله: ﴿وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ (٦) أسقط الهاء

(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٣٠ - ٣١، عن سعيد بن جبير.
(٢) كان من صناديد الكفر الذين قُتلوا يوم بدر، هو وأبي بن خلف الجمحي.
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٣٠، عن مجاهد، وابن أبي نجيح، وقتادة.
(٤) في (م): قد رم.
(٥) قال ابن إسحاق: ومشى أبي بن خلف بعظم بال قد أرم فقال: يا محمد أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما أرم؟ ثم فته بيده ثم نفخه في الريح نحو رسول الله - ﷺ - فقال: "نعم أنا أقول ذلك يبعثه الله وإياك بعد ما تكونان هكذا ثم يدخلك النار"، وأنزل الله تعالى ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩)﴾ إلى آخر السورة.
انظر: "صحيح السيرة" للألباني (ص ٢٠١)، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٣٨٣. ورواه الحارث في "مسنده" كما في "بغية الباحث" للهيثمي ٢/ ٧٢٧.
(٦) مريم: ٢٨.


الصفحة التالية
Icon