قال مقاتل: بنوا له حائطًا من الحجر طوله ثلاثون ذراعًا وعرضه عشرون ذراعًا وملؤوه من الحطب وأوقدوا فيه النار (١).
٩٨ - ﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨)﴾ المقهورين.
٩٩ - قوله عز وجل: ﴿وَقَالَ﴾ إبراهيم عليه السلام ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
إلى مرضاة ربي وهو المكان الذي أُمر بالذهاب إليه (٢) نظيره قوله تعالى: ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾ (٣).
وقيل: ذاهب إلى ربي بنيتي وعملي (٤).
١٠٠ - ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠)﴾
مختصر، أي: رب هب لي ولدًا صالحا من الصالحين.
١٠١ - ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (١٠١) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾
ذلك الغلام ﴿قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾ واختلف السلف من علماء المسلمين في الذي أمر إبراهيم عليه السلام بذبحه من ابنيْهِ بعد

(١) هذا القول ذكره المفسرون منسوبًا لابن عباس والله أعلم. انظر: "تفسير القرآن" للسمعاني ٤/ ٤٠٦، "مفاتيح الغيب" للرازي ٦/ ١٣١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٩٧.
(٢) هذا هو القول الأول في معنى الآية وهو أنه ذاهب حقيقة بالبدن. وإلى هذا ذهب الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٧٥، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ٣٧.
قلت: هو مستلزمٌ للقول الثاني (بالنية والعمل).
(٣) العنكبوت: ٢٦.
(٤) قاله قتادة.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٧٦، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٧١، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٤٨٠.


الصفحة التالية
Icon