السدّي: وحيًا. الكلبي: كتابًا. ربيع: جبريل. مالك بن دينار: يعني القرآن. وكان يقول: يا أصحاب القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم. فإنّ القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض.
﴿مَا كنُتَ تَدرِى﴾ قبل الوحي ﴿مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ يعني شرائع الإيمان ومعالمه.
وقال أبو العالية: يعني الدعوة إلى الإيمان، وقال الحسن بن الفضل: يعني أهل الإيمان من يؤمن ومن لا يؤمن، وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: الإيمان في هذا الموضع الصلاة، دليله قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.
﴿وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا﴾ وحّد الكناية وهما اثنتان: الكتاب والإيمان؛ لأن الفعل في كثرة أسمائه بمنزلة الفعل، ألا ترى أنّك تقول إقبالك وإدبارك يُعجبني فتوحّد وهما اثنان.
وقال ابن عباس: ﴿وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ﴾ يعني الإيمان. وقال السدي: يعني القرآن.
﴿نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي﴾ لتُرشد وتدعو.
﴿إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
٥٣ - ﴿صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾
[٢٦٤٣] أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان (١)، حدثنا أحمد بن

(١) عبد الله بن حامد بن محمد، أبو محمد الماهاني الأصبهاني، لم يذكر بجرح أو تعديل.


الصفحة التالية
Icon