والمعبودون من دون الله، يقول: ولا يملك المعبودون من دون الله الشفاعة إلّا من شهد بالحقّ، وهم عيسى وعزير والملائكة يشهدون بالحقّ ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ حقيقة ما شهدوا به. (١)
٨٧ - قوله عز وجل: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧)﴾ عن عبادته (٢).
٨٨ - ﴿وَقِيلِهِ﴾ يعني: وقول محمد - ﷺ - شاكيًا إلى ربّه عز وجل (٣)
﴿يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ واختلف القُراء في قوله: ﴿وَقِيلِهِ﴾ فقرأ عاصم وحمزة: ﴿وَقِيلِهِ﴾ بكسر اللام، (٤) على معنى: وعنده علم السّاعة، وعلم قيله (٥). وقرأ الأعرج بالرفع (٦)، أي: وعنده

(١) أخرج هذا القول الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ١٠٥ بنحوه عن قتادة، وذكره البغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٢٤، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٣/ ٢٥٨ وثلاثتهم رجحوا هذا القول.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ١٠٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٢٤، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ١١١ بلفظ يصرفون عن عبادته.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٢٤، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ١١١، "تفسير ابن كثير" ٧/ ١٦٢.
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٤١٠)، "المبسوط" لابن مهران (ص ٣٣٦)، "تحبير التيسير" لابن الجزري (ص ٥٥٠).
(٥) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ١٠٦، "الحجة" لابن خالويه (ص ٣٢٣)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٦٥.
(٦) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ١٣/ ٢٥٩ وزاد نسبتها لأبي قلابة ومجاهد، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٣٠ وزاد نسبتها لأبي قلابة ومجاهد والحسن وقتادة ومسلم بن جندب، "الدر المصون" للحلبي ٩/ ٦١٢.


الصفحة التالية
Icon