وهو مثل قوله عز وجل: ﴿فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (٤٧)﴾ (١) وقيل: إنما ذكر ملكًا واحدًا لأنَّ (كم) تدل على الجمع (٢) (٣).
٢٧ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ من الكفار.
﴿لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى﴾ أي: كتسمية الأنثى أو بتسميتها وذلك حين قالوا: أنهم بنات الله تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا (٤).
٢٨ - ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ﴾ بذلك بتسميتهم تلك.
﴿مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ بالباطل.
﴿وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ﴾ أي: من العذاب (٥).
﴿شَيْئًا﴾ نظيره: ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ (٦).
وقيل: إنَّ الظن لا يغني من الحق العلم شيئًا (٧).
ومعنى قوله: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا﴾ يعني: أنها لا تشفع لهم البتة (٨) وليس معناه أنهم يشفعون فلا تغني

(١) الحاقة: ٤٧.
(٢) أورده الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٩٩.
(٣) القول ساقط من (ح).
(٤) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٦٣، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٠٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٧٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٠٤.
(٥) ينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤١٠.
(٦) الحجر: ٨.
(٧) ينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤١٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٧٤.
(٨) وقع في هامش اللوحة (ب) ما نصه: إن ظنهم لا ينقذهم من العذاب.


الصفحة التالية
Icon