هذِه الأمة توبةً لها؛ لأنَّ الله تعالى خصَّ هذِه الأمة بخصائص لم يشاركهم فيها غيرهم من الأمم وفيه قول آخر، وهو: أنَّ ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل، وإنما كان نَدَمُه على حمله.
وأما قوله: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩)﴾ يعني: من طريق العدل، ومجاز الآية: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ عدلا وَلي أن أجزيهُ بواحدةٍ ألفًا.
وأما قوله: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ فإنها شؤون يعيدها لا شؤون يبدؤها، ومجاز الآية سوق المقادير إلى المواقيت، فقام عبد الله بن طاهر، وقبَّل رأسه وسوَّغ خراجه (١).
وقال أبو بكر الوراق: ﴿إِلَّا مَا سَعَى﴾ نوى (٢) بيانه قول النبي - ﷺ -: "يُبعثُ الناس يوم القيامة على نياتهم (٣) ".
٤٠ - ﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠)﴾ في ميزانه (٤) (٥).
ينظر: "زاد المسير" ٨/ ٨١، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ١٦٤.
(٢) ينظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٨١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١١٥.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (٢٨٨٢).
(٤) ينظر: "معني القرآن" للزجاج ٥/ ٧٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤١٦، ونسبه ابن الجوزي للزجاج، "زاد المسير" ٨/ ٨٢.
(٥) ساقط من (ح).