وقال سعيد بن المسيب: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: لما نزل قوله تعالى: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ كنت لا أدري أي الجمع يُهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي - ﷺ - يثب في دِرعه وهو يقول: "اللهم إنَّ قريشًا جاءتك تجادل وتحاد رسولك بفخرها وخيلائها فاحنِهم الغداة" ثم قال: " ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ " فعرفت تأويلها (١)، وهذا من معجزات رسول الله - ﷺ -.
٤٦ - ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ﴾ جميعًا بالعذاب الدائم، يعني: القيامة (٢).
﴿وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ أعظم بلية، وأشد مرارة من عذاب يوم بدر (٣)، والداهية: الأمر الشديد الذي لا يهتدى له (٤)، وقالت هند بنت عتبة في يوم بدر: تبكي أهل القليب:

(١) أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" ٢/ ٢٥٩، وأخرجه الطبري من طريق معمر عن أيوب عن عكرمة عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بنحوه: ٢٧/ ١٠٨، وينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٣٤، "الكشاف" للزمخشري ٤/ ٤٤٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٤٦.
(٢) "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤١٩، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢١٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٤٦، "مدارك التنزيل" للنسفي ٤/ ٢٠٦.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١١٠، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤١٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٠٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٤٦، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢٣١.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٩٢، ابن الجوزي ونسبه للزجاج "زاد المسير" ٨/ ١٠٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٤٦، "مدارك التنزيل" للنسفي ٤/ ٢٠٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ١٨١.


الصفحة التالية
Icon