ثمَّ خاطبهم خطاب التحذير والترهيب، فقال:
٨٣ - ﴿فَلَوْلَا﴾ فهلا.
﴿إِذَا بَلَغَتِ﴾ يعني: الروح (١) ﴿الْحُلْقُومَ﴾ عند خروجها من الجسد (٢) فاختزل النفس لدلالة الكلام عليه كقول الشاعر:

أماوِيَّ ما يُغْني الثرى عن الفَتى إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاق به الصدر (٣)
يعني إذا بلغت إلى اللَّبَّةُ (٤) عند الموت وفي الحديث: "إنَّ ملك الموت له أعوان يقطعون العروق، ويجمعون الروح شيئاً فشيئاً حتى ينتهي بها إلى الحُلْقوم، فيتوفاها مَلَك الموت" (٥).
٨٤ - قوله -عز وجل-: ﴿وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ﴾ إلى أمري وسلطاني (٦).
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يريد من حضر الميت من أهله ينظرون إليه
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١١٦، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٤١، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٣٠.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٢٠٩، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٤١.
(٣) انظر: "ديوان حاتم الطائي"، فوزي عطوي (٥٠)، وذكر فيه (الثراء) بدل (الثرى) وإنفسٌ) بدل (يوماً)، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (١٥٠)، "غرر الفوائد ودرر الفرائد" للمرتضى ٤/ ٦٣، "العقد الفريد" لابن عبد ربه ١/ ٣٣٦، "الأمالي الشجرية" لهبة الله العلوي ١/ ٥٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٣٠.
(٤) اللَّبَّةُ: وسط الصَّدْر والمَنْحر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (لبب).
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٣١.
(٦) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٥٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٣١.


الصفحة التالية
Icon