ما فاتهم منه (١).
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنَّ نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يجِد أحدُكم طعم الإيمان حتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه"، ثم قرأ:
٢٣ - ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾ (٢).
أي: لا تحزنوا على شيء فاتكم من الدنيا، فإتَّه لم يقدر لكم، ولو قدر لكم لم يفتكم، ﴿وَلَا تَفْرَحُوا﴾ وهو الفرح الذي يختال فيه صاحبه (٣) بدليل قوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ أي: ذو خيلاء وكبر، والفخور الذي يعدد ما فيه كبر أو تطاولٌ (٤).
وقيل: الفرح البَطَرُ والأَشَرُ (٥) وقوله: ﴿بِمَا آتَاكُمْ﴾ قراءة

(١) [٣٠٤٧] الحكم على الإسناد:
في إسناده شيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل.
التخريج:
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٧ - ٢٥٨.
(٢) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٨٢، نحوه عن ابن عباس والضحاك، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٨.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٨، عنه بمثله، وله شاهد في "سنن الترمذي" (٢١٤٤)، كتاب القدر، باب ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشره. من حديث جابر بن عبد الله بمعناه، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون وعبد الله بن ميمون منكر الحديث.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٨.
(٥) انظر: نحوه في "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٢٥.


الصفحة التالية
Icon