وقيل المعنى: مثل المنافقين في غرورهم لبني النضير كمثل إبليس إذ قال لكفار مكة: ﴿لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ﴾ (١) الآية، ومعنى قوله: ﴿قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ﴾؛ أغواه حتَّى قال: إنِّي كافر (٢).
وعن مجاهد: هو عام في الكفار من النَّاس. وقرأ أبو جعفر وابن محيصن وشيبة والأعرج، والزهري وابن كثير ونافع وحميد ومجاهد وأبو عمرو: (وإن إنِّي أخاف) بفتح (٣) الياء، وأسكنها الباقون (٤).
١٧ - قوله عز وجل: ﴿فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا﴾
أي: آخر أمرهما -يعني: الشيطان وذلك الإنسان (٥).
﴿أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ﴾ أي: دائمين.
﴿فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ الكافرين الفاسقين.
١٨ - قوله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ﴾

(١) الأنفال: ٤٨.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤٢.
(٣) في الأصل بياض، وما أثبته من كتب القراءات، انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٢)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٥٨٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤٢.
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٢)، "التبصرة" لمكي (ص ٦٩٨)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣١٦، "التيسير" للداني (ص ٢١٠).
(٥) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٥١، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٧٧، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٨٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٢٣.


الصفحة التالية
Icon