٨ - ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ﴾
عصت وطغت وتمردت (١) ﴿عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ﴾ أي: وأمر رسله فخالفته ﴿فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا﴾ بالمناقشة والاستقصاء ﴿وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا﴾ منكرًا فظيعًا، وهو عذاب النار، لفظهما ماض، ومعناهما الاستقبال (٢).
وقيل: في الآية تقديم وتأخير، مجازها: فعذبناها في الدنيا بالجوع والقحط والسيف، وسائر المصائب والنوائب، والبلايا والرزايا. وحاسبناها في الآخرة حسابًا شديدًا (٣).
= هذا يفيد أن النفقة ليست مقدرة شرعًا، وإنما تتقدر عادة بحسب الحالة من المنفق، والحالة من المنفق عليه، فتقدر بالاجتهاد على مجرى العادة | فليس للإنفاق تقدير شرعي، وإنما أحاله الله سبحانه على العادة، وهي دليل أصولي بني الله عليه الأحكام، ورببابه الحلال والحرام. ا. هـ بتصرف. |
(٢) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٧١)، وهذا هو القول الأول في معنى الآية. وحاصله كما في "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٩٨:
أنها على نظمها وليس فيها تقديم ولا تأخير. والمعنى: حاسبناها بعملها في الدنيا، فجازيناها بالعذاب على مقدار عملها، فذلك قوله: ﴿وَعَذَّبْنَاهَا﴾ فجعل المجازاة بالعذاب محاسبة. وهو على ما ذكره المصنف في "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ١٥٧.
(٣) هذا هو القول الآخر في معنى الآية. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٩٨ ونسبه لابن عباس، والفراء وآخرين.
وهو على ما ذكره المصنف في "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ١٥٧.