٣٧ - ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ﴾ الخير والطاعة.
﴿أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ عنها بالشر والمعصية (١) نظيره ودليله قوله: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ﴾ (٢) يعني: في الخير ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ عنه.
قال الحسن: وهذا وعيد لهم كقوله ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ (٣).
يعني: أنه نذير لهما جميعًا.
٣٨ - ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)﴾ مرتهنة دكمسها، مأخوذة بعملها (٤).

= القرآن" ٢/ ٦٤٤، والزمخشري في "الكشاف" ٦/ ٢٦١، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٩٨، وهي قراءة غير متواترة.
(١) قاله ابن عباس وقتادة:
ابن عباس: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٦٤، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٧٢، ولم ينسبه.
قتادة: أخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٥٨، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٧٢، ولم ينسبه.
(٢) الحجر: ٢٤.
(٣) الكهف: ٢٩. ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٨٤، والثعالبي في "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" ٣/ ٤٢٣.
احتج المعتزلة بهذِه الآية على كون العبد متمكنًا من الفعل غير مجبور عليه.
وجوابه: أن هذِه الآية دلت على أن فعل العبد معلق على مشيئته، لكن مشيئة العبد معلقة على مشيئة الله -تعالى جل ذكره- كقوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾. "اللباب" لابن عادل الدمشقي ١٩/ ٥٣١.
(٤) قاله ابن عباس: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٦٥، وذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٥/ ٢٤٩، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٤٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٤١١.


الصفحة التالية
Icon