استشهد بقراءة أبيّ (وأكْفلها زكريا) بالألف لكونها تعين على التأويل، أي ضمّها الله زكريا، أي ضمّها إليه.
(زكريا) فيه لغتان: (زكريا) مقصور، وهي قراءة ابن مسعود.
وعند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿تَأْمَنْهُ﴾ [آل عمران: ٧٥]، وفي حرف ابن مسعود -رضي الله عنه-: (مالك لا تيْمنا).
- عند قول الله تعالى: ﴿وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ﴾ قال: وقرأ الحسن (ولا أدرأتكم به)، وهي لغة بني عقيل... ، إلى أن قال: وقرأ ابن عباس -رضي الله عنهما- (ولا أنذرتكم به) من الإنذار، وهو دليل قراءة الحسن.
- وقال في قول الله تعالى: ﴿وَازَّيَّنَتْ﴾ هكذا قراءة العامة، وتصديقها قراءة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما- (وتزينت).
- ومثله قوله عند قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ﴾ قال: قراءة العامة (السحرُ) على الخبر بغير مدّ... ، ودليل قراءة العامة قراءة ابن مسعود -رضي الله عنهما- (ما جئتم به سحر).
٣ - الاستدلال بأقوال الصحابة في تفسير الآية وبيان معناها:
ومن الأمثلة عليه:
- روى الثعلبي بسنده عن ابن عباس: في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)﴾. قال: فاتحة الكتاب.
- ويروي بسنده عن ابن مسعود: في قوله تعالى: ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾. قال: يحلُّون حلاله، ويحرِّمون حرامه، ويقرؤونه كما أنزل، ولا يحرِّفونه عن مواضعه.