الفصل الثالث: تقسيمُ السُّورَةِ إلَى معاقِدَ كُلِّيَّةٍ
***
يغلبُ على سور القرآن الكريم أن تكون ذات معان كلية تمثل معاقد لبناء السورة الكليّ وتحرير معالم هذه المعاقد مبتدأ ومنتهى إنَّما يقع عليه المرء من طول قراءة ونظر وتبصّر فى السورة به يصبح المعنى الكليّ للسورة مستحضراً فى قلب القارئ، فيتأتي له إبصار تلك المعالم، ثمَّ تحديدها، ومثل هذا ذو أهميَّة بالغة فى الوقوف على مدارج المعنى القرآنيّ فى السورة الذى به تتحقق معرفة حركة المعنى في سياق السورة.
وهو ذو أهمية أيضاً فى معرفة مواقع هذه المعانى الكلية فى السورة على مدرجة المعنى القرآنيّ فيما سبق السورة مناط البحث.
تقسيم السورة إلى معاقد تقسيم أساسه تآخي المعاني الجزئية وتناغيها فى تشكيل وحدة كليّة بيّنة المعالم التى بها تمتاز عما سبقها وما تلاها من وجه، وبها يتحقق الإعتلاق بما سبقها وما تلاها - أيضاً - من معاقد على جادة السياق الكليّ للسورة.


الصفحة التالية
Icon