سورة النحل
مكية إلا قوله _ سبحانه وتعالى _ ﴿وإن عاقبتم﴾ [الآية : ١٢٦] إلى آخر السورة وحكى الأصم رحمه الله عن بعضهم أنها كلها مدنية.
وقال آخرون : من أولها إلى قوله :﴿كن فيكون﴾ مدني، وما سواه فمكي، وعن قتادة : بالعكس، وتسمى سورة النعم بسبب ما عدد الله فيها من النعم على عباده.
وهي مائة وثمانية وعشرون آية، وألفان وثمانمائة وأربعون كلمة، وعدد حروفها سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف.
جزء : ١١ رقم الصفحة : ٤٩٧
قوله :﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ في " أتَى " وجهان : أشهرهما : أنه ماضٍ لفظاً مستقبل معنى، إذ المراد به يوم القيامة، وإنَّما أبرز في صورة ما وقع وانقضى تحقيقاً له ولصدق المخبر به.
والثاني : أنَّه على بابه.
والمراد به مقدماته وأوائله، وهو نصر رسول الله ﷺ، أي : جاء أمر الله ودنا وقرب.
وقال ابن عرفة :" تقول العرب : أتاك الأمرُ وهو متوقَّع بعد أي : أتى امر الله وعداً فلا تستعجلوه وقوعاً ".
وقال قومٌ : المراد بالأمر ههنا عقوبة المكذِّبين والعذاب بالسيف وذلك أنَّ النَّصر بن الحارث قال :﴿اللَّهُمَّ إِن كَانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ﴾ [الأنفال : ٣٢] فاستعجل العذاب فنزلت هذه الآية، وقتل النضر يوم بدر صبراً.


الصفحة التالية
Icon