سورة المرسلات
مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر.
وقال ابن عباس وقتادة _ رضي الله عنهم _ : إلا آية منها، وهي قوله تعالى :﴿وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون﴾ [المرسلات : ٤٨]، مدنية.
وقال ابن مسعود _ رضي الله عنه _ :﴿والمرسلات عرفا﴾ على النبي ﷺ ليلة الجن ونحن نسير معه، حتى أوينا إلى غار بمنى فنزلت، فبينا نحن نتلقاها منه، وإن فاه لرطب بها إذ وثبت حية، فوثبنا عليها لنقتلها فذهبت، فقال النبي ﷺ :"وقيتم شرها كما وقيت شركم".
وعن كريب مولى ابن عباس، قال : قرأت سورة ﴿والرسلات عرفا﴾ فسمعتني أم الفضل امرأة العباس، فبكت، وقالت : والله يا بني، لقد أذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت رسول الله ﷺ يقرأ بها في صلاة المغرب.
وهي خمسون آية، ومائة وإحدى وثمانون كلمة، وثمانمائة وستة عشر حرفا.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٥٨
قوله :﴿وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً﴾ في " عرفاً ".
ثلاثة أوجه :
٥٩
أحدها : أنه مفعول من أجله، أي : لأجل العرف، وهو ضد النُّكْر، فإن الملائكة إن كانوا بعثُوا للرحمة، فالمعنى فيه ظاهر، وإن كانوا بعثوا للعذاب فذلك العذاب وإن لم يكن معروفاً للكفار فإنه معروف للأنبياء والمؤمنين، والمراد بالمرسلات، إما الملائكة، وإما الأنبياء، وإما الرياح، أي : والملائكة المرسلات، أو والأنبياء المرسلات، أو والرياح المرسلات.
و " العرف " المعروف، والإحسان، قال :[البسيط] ٥٠٥٤ - مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدمْ جَوازِيَهُ
لا يَذهبُ العُرْفُ بيْنَ اللهِ والنَّاسِ
وقد يقال : كيف جمع صفة المذكر العاقل بالألف والتاء، صفة لجماعة من الأنبياء، والمرسلات : جمع مرسلة الواقعة صفة لجماعة، لا جمع مرسل مفرد.
والثاني : أن ينتصب على الحال بمعنى متتابعة، من قولهم : جاءوا كعرف الفرس، وهم على فلان كعرف الضبع، إذا تألبُّوا عليه.
قال ابن الخطيب : يكون مصدراً، كأنه قيل : والمرسلات إرسالاً، أي متتابعة.
الثالث : أن ينتصب على إسقاط الخافض، أي : المرسلات بالعرف، وفيه ضعف، وقد تقدم الكلام على العرف في الأعراف.
والعامة : على تسكين رائه، وعيسى : بضمها، وهو على تثقيل المخفف، نحو :" بكّر " في " بكَر "، ويحتمل أن يكون هو الأصل، والمشهور مخففة منه، ويحتمل أن يكونا وزنين مستقلين.
فصل في المراد بالمرسلات جمهور المفسرين على أن " المرسلات " هي الرياح.
وروى مسروق عن عبد الله قال : هي الملائكة أرسلت بالعرف من أمر الله ونهيه والخبر والوحي، وهو قول أبي هريرة ومقاتل صالح والكلبي.
٦٠