الفصل الثالث
فى اسماء كلمة التوحيد
الأول : كلمه التوحيد :
وذلك لأنها تدل على نفى الشرك على الإطلاق.
وفائدة قولنا : على الإطلاق، أنه تعالى لما قال :
( وإلهكم إله واحد ).
أمكن أن يخطر ببال أحد أن يقول : إن إلهنا واحد، فلعل إله غيرنا مغاير لإلهنا.
فالله تعالى أزال هذا التوهم ببيان التوحيد المطلق، فقال :(لا إله إلا هو) وذلك لأن قولنا : لا رجل فى الدار، يقتضى نفى الماهية، ومتى أنتفت الماهيه، إنتفى جميع أفرادها، إذ لو حصل فرد من أفراد تلك الماهية لحصلت تلك الماهية، لأن كل فرد من أفراد الماهية يشتمل على الماهية، وإذا وجدت الماهية فذلك يناقض نفى الماهية، فثبت أن قولنا : لارجل فى الدار، يفيد النفى العام الشامل فإذا قيل بعد ذلك : إلا ذيداً، أفاد التوحيد العام الكامل.
ثم أعلم أن لهذا ثمرتين :
الأولى : أن جوهر الإنسان خلق فى الأصل مشرفاً مكرماً، قال تعالى :(ولقد كرمنا بنى آدم ).
فإذا كان الأصل فيه كونه مكرماً، كان كونه مطهراً على وفق الأصل، وكونه منجساً على خلاف الأصل، ثم إنا رأينا الإنسان متى أشرك صار نجساًَ، بدليل قوله تعالى :(إنما المشركون نجس)