سورة الأحقاف
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٨٠
يقول الحق جلّ جلاله :﴿حما﴾ يا محمد، أو : الوحي إلى محمد، ﴿تنزيلُ الكتاب من الله﴾ أي : هذا تنزيل القرآن، وهو من الله ﴿العزيزِ الحكيم﴾ فمَن حفظه، وعرف ما فيه، وعمل بمضمنه كان عزيزراً على الله، حكيماً فيما يبدئ ويعيد. ﴿ما خلقنا السماواتِ والأرض وما بينهما﴾ من المخلوقات ﴿إِلا بالحق﴾ أي : إلا ملتبساً بالحق الذي تقتضيه الحكمة التكوينية والتشريعية، فالاستثناء مفرغ من أعم المفاعيل، أو من أعم الأحوال، أي : ما خلقناهما في حال من الأحوال إلا حال ملابستنا بالحق، وفيه من الدلالة على وجود الصانع، وصفات كماله، وابتناء أفعاله على حكمة بالغة، ما لا يخفى، ﴿وأجل مُسمىً﴾ تنتهي إليه، وهو يوم القيامة، يوم تُبدل الأرض غير الأرض والسموات، ﴿والذين كفروا عما أُنذروا﴾ به من هول ذلك اليوم، الذي لا بُد لكل مخلوق من الانتهاء إليه، ﴿مُعرِضُون﴾ لا يؤمنون به، ولا يهتمُّون بالاستعداد له، ويجوز أن تكون " ما " مصدرية، أي : عن إنذارهم ذلك اليوم معرضون.


الصفحة التالية
Icon