سورة المعارج
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٣٢
يقول الحق جلّ جلاله :﴿سأل سائل﴾، قرأ نافع والشاميّ بغير همز، إمّا من السؤال، على لغة قريش، فإنهم يُسهّلون الهمز، أو مِن السّيلان، ويُؤيده أنه قُرىء " سَال سيْل " أي : سال وادٍ ﴿بعذابٍ واقعٍ للكافرين﴾ يوم القيامة، والتعبير بالماضي لتحقُّق وقوعه، أو في الدنيا، وهو عذاب يوم بدر، وقرأ الباقون بالهمز، من السؤال، أي : طَلَبَ طالب، وهو النضر بن الحارث، حيث قال استهزاءً :﴿إِن كَانَ هّذاَ هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَآءِ﴾ [الأنفال : ٣٢] وقيل : أبو جهل، حيث قال :﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَآءِ﴾ [الشعراء : ١٨٧]، وقيل : هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لمّا بلغه قولَ رسول الله ﷺ في عَلِيّ :" مَن كنتُ مولاه فَعَلِيٌّ مولاه "، قال : اللهم إن كان ما يقول محمد حقًّا فأَمْطِر علينا حجارةً من السماء، فما لبث حتى رماه الله بحَجَر، فوقع على دماغه، فخرج من أسفله، فهلك من ساعته.
١٣٣