" صفحة رقم ١٩٩ "
سورة العنكبوت
اشتهرت هذه السورة بسورة العنكبوت من عهد رسول الله ( ﷺ ) لما رواه عكرمة قال : كان المشركون إذا سمعوا تسمية سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بهما، أي بهذه الإضافة فنزل قوله تعالى ) إنا كفيناك المستهزئين ( ( الحجر : ٩٥ ) يعني المستهزئين بهذا ومثله وقد تقدم الإلماع إلى ذلك عند قوله تعالى ) إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها ( في سورة البقرة ( ٢٦ ).
ووجه إطلاق هذا الاسم على هذه السورة أنها اختصت بذكر مثل العنكبوت في قوله تعالى فيها ) مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً ( ( العنكبوت : ٤١ ).
وهي مكية كلها في قول الجمهور، ومدنية كلها في أحد قولي ابن عباس وقتادة، وقيل بعضها مدني. روى الطبري والواحدي في ( أسباب النزول ) عن الشعبي أن الآيتين الأوليين منها ( أي إلى قوله ) ولَيَعْلَمَنَّ الكاذبين ( ( العنكبوت : ٣ ) نزلتا بعد الهجرة في أناس من أهل مكة أسلموا فكتب إليهم أصحاب النبي ( ﷺ ) من المدينة أن لا يُقبل منهم إسلام حتى يهاجروا إلى المدينة فخرجوا مهاجرين فاتبعهم المشركون فردُّوهم.
وروى الطبري عن عكرمة عن ابن عباس أن قوله تعالى ) ومن الناس من يقول ءامنا بالله ( إلى قوله ) وليعلمَنّ المنافقين ( ( العنكبوت : ١٠، ١١ ) نزلت في قوم بمكة وذكر قريباً مما روي عن الشعبي.
وفي ( أسباب النزول ) للواحدي عن مقاتل : نزلت الآيتان الأوليان في مِهْجَع مولى عمر بن الخطاب خرج في جيش المسلمين إلى بدر فرماه عامر بن الحضرمي من