٢- سورة الأنفال
سورة الأنفال : مدنية بدرية في قول الحسن وعكرمة وجابر وعطاء. وقال ابن عباس : هي مدنية إلا سبع آيات، من قوله تعالى :﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ إلى آخر السبع آيات.
الآية : ١ ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
فيه سبع مسائل :-
الأولى : روى عبادة بن الصامت قال : خرج رسول الله ﷺ إلى بدر فلقوا العدو ؛ فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت طائفة برسول الله ﷺ، واستولت طائفة على العسكر والنهب ؛ فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم قالوا : لنا النفل، نحن الذين طلبنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم. وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ : ما أنتم أحق به منا، بل هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله ﷺ لئلا ينال العدو منه غرة. وقال الذين استلووا على العسكر والنهب : ما أنتم بأحق منا، هو لنا، نحن حويناه واستولينا عليه ؛ فأنزل الله عز وجل :﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. فقسمه رسول الله ﷺ عن فواق بينهم. قال أبو عمر : قال أهل العلم بلسان العرب : استلووا أطافوا وأحاطوا ؛ يقال : الموت مستلو على العباد. وقوله :"فقسمه عن فواق" يعني عن سرعة. قالوا : والفواق ما بين حلبتي الناقة. يقال : انتظره فواق ناقة، أي هذا


الصفحة التالية
Icon