المجلد العاشر
سورة الحجر
...

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الحجر
الآية : ١ ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾
تقدم معناه. و ﴿الْكِتَابِ﴾ قيل فيه : إنه اسم لجنس الكتب المتقدمة من التوراة والإنجيل، ثم قرنهما بالكتاب المبين. وقيل : الكتاب هو القرآن، جمع له بين الاسمين.
الآية : ٢ ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾
"رب" لا تدخل على الفعل، فإذا لحقتها "ما" هيأتها للدخول على الفعل تقول : ربما قام زيد، وربما يقوم زيد. ويجوز أن تكون "ما" نكرة بمعنى شيء، و"يود" صفة له ؛ أي رب شيء يود الكافر. وقرأ نافع وعاصم "ربما" مخفف الباء. الباقون مشددة، وهما لغتان. قال أبو حاتم : أهل الحجاز يخففون ربما ؛ قال الشاعر :
ربَّما ضربة بسيف صقيل بين بصرى وطعنة نجلاء
وتميم وقيس وربيعة يثقلونها. وحكي فيها : رَبَّمَا ورَبَمَا، ورُّبَّتَمَا ورُّبَتَمَا، بتخفيف الباء وتشديدها أيضا. وأصلها أن تستعمل في القليل وقد تستعمل في الكثير ؛ أي يود الكفار في أوقات كثيرة لو كانوا مسلمين ؛ قاله الكوفيون. ومنه قول الشاعر :


الصفحة التالية
Icon