سورة الحاقة
مقدمة السورة
روى أبو الزاهرية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :"من قرأ إحدى عشرة آية من سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال. ومن قرأها كانت له نورا يوم القيامة من فوق رأسه إلى قدمه".

بسم الله الرحمن الرحيم

الآية :[١] ﴿الْحَاقَّةُ﴾
الآية :[٢] ﴿مَا الْحَاقَّةُ﴾
الآية :[٣] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾
قوله تعالى :﴿الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ﴾ يريد القيامة ؛ سميت بذلك لأن الأمور تُحَقّ فيها ؛ قاله الطبري. كأنه جعلها من باب "ليل نائم". وقيل : سميت حاقة لأنها تكون من غير شك. وقيل : سميت بذلك لأنها أحقت لأقوام الجنة، وأحقت لأقوام النار. وقيل : سميت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله. وقال الأزهري : يقال حاققته فحققته أحقه ؛ أي غالبته فغلبته. فالقيامة حاقة لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل ؛ أي كل مخاصم. وفي الصحاح : وحاقه أي خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق ؛ فإذا غلبه قيل حقه. ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء : إنه لنزق الحقاق. ويقال : مال فيه حق ولا حقاق ؛ أي خصومة. والتحاق التخاصم. والاحتقاق : الاختصام. والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى. وقال الكسائي والمورج : الحاقة يوم الحق. وتقول العرب : لما عرف الحقة مني هرب. والحاقة الأولى رفع بالابتداء، والخبر المبتدأ الثاني وخبره وهو ﴿ مَا الْحَاقَّةُ﴾ لأن معناها ما هي. واللفظ استفهام، معناه التعظيم والتفخيم لشأنها ؛ كما تقول : زيد ما زيد على التعظيم لشأنه. ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾ استفهام أيضا ؛ أي أي شيء أعلمك ما ذلك اليوم. والنبي ﷺ كان عالما بالقيامة ولكن بالصفة فقيل تفخيما لشأنها : وما أدراك ما هي ؛ كأنك لست تعلمها إذ لم تعاينها. وقال يحيى بن سلام : بلغني أن كل شيء في القرآن﴿ وَمَا أَدْرَاكَ﴾ فقد أدراه إياه وعلمه. وكل شيء قال :﴿وَمَا يدْرَيكَ﴾ فهو مما لم يعلمه. وقال سفيان بن عيينة : كل شيء قال فيه :﴿ وَمَا أَدْرَاكَ﴾ فأنه أخبر به، وكل شيء قال فيه :﴿وَمَا يدْرَيكَ﴾ فإنه لم يخبر به.
الآية :[٤] ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ﴾
ذكر من كذب بالقيامة. والقارعة القيامة ؛ سميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها. يقال : أصابتهم قوارع الدهر ؛ أي أهواله وشدائده. ونعوذ بالله من قوارع فلان ولواذعه


الصفحة التالية
Icon