" صفحة رقم ٢٢٩ "
( سورة التوبة )
مدنية

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

لها عدة أسماء : براءة التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرىء منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم. وعن حذيفة رضي الله عنه : إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه. فإن قلت : هلا صدرت بآية التسمية كما في سائر السور ؟ قلت : سأل عن ذلك عبد الله بن عباس عثمان رضي الله عنهما فقال :
( ٤٤٠ ) إنّ رسول الله ( ﷺ ) كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال : اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا، وتوفي رسول الله ( ﷺ ) ولم يبين لنا أين نضعها، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فلذلك قرنت بينهما، وكانتا تدعيان القرينتين. وعن أبي بن كعب : إنما توهموا ذلك، لأنّ في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذ العهود. وسئل ابن عيينة رضي الله عنه فقال : اسم الله سلام وأمان، فلا يكتب في النبذ والمحاربة، قال تعالى :) وَلاَ


الصفحة التالية
Icon