" صفحة رقم ٣١٢ "
( سورة يونس ـ عليه السلام ـ )
مكية
، إلاّ الآيات ٤٠ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦ فمدنية )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) الر تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَاذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (يونس :( ١ - ٢ ) الر تلك آيات.....
) الر تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ( تعديد للحروف على طريق التحدي. و ) تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ ( إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات والكتاب السورة. و ) الْحَكِيمُ ( ذو الحكمة لاشتماله عليها ونطقه بها. أو وصف بصفة محدثة. قال الأعشى : وَغَرِيبَةٍ تَأْتِي الْمُلُوكَ حَكِيمَة
قَدْ قُلْتُها لِيُقَالَ مَنْ ذَا قَالَهَا
الهمزة لإنكار التعجب والتعجيب منه. و ) أَنْ أَوْحَيْنَا ( اسم كان، وعجباً : خبرها. وقرأ ابن مسعود :( عجب ) فجعله اسماً وهو نكرة و ) أَنْ أَوْحَيْنَا ( خبراً وهو معرفة، كقوله : يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ ;
والأجود أن تكون ( كان ) تامة، وأن أوحينا بدلاً من عجب. فإن قلت : فما معنى اللام في قوله :) كَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا ( ؟ وما هو الفرق بينه وبين قولك : أكان عند الناس عجباً ؟ قلت : معناه أنهم جعلوه لهم أعجوبة يتعجبون منها، ونصبوه علماً لهم يوجهون نحوه استهزائهم وإنكارهم، وليس في عند الناس هذا المعنى، والذي تعجبوا منه أن يوحى إلى بشر، وأن يكون رجلاً من أفناء رجالهم، دون عظيم من عظمائهم، فقد كانوا