" صفحة رقم ١٠١ "
( سورة الأنبياء )
مكية وآياتها اثنتا عشرة ومائة
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (الأنبياء :( ١ ) اقترب للناس حسابهم.....
هذه اللام : لا تخلو من أن تكون صلة لاقترب، أو تأكيداً لإضافة الحساب إليهم، كقولك :( أزف للحيّ رحيلهم ) الأصل أزف رحيل الحيّ ثم أزف للحيّ الرحيل، ثم أزف للحيّ رحيلهم. ونحوه ما أورده سيبويه في ( باب ما يثني فيه المستقرّ توكيداً ) عليك زيد حريص عليك. وفيك زيد راغب فيك. ومنه قولهم : لا أبالك لأنّ اللام مؤكدة لمعنى الإضافة، وهذا الوجه أغرب من الأوّل. والمراد اقتراب الساعة، وإذا اقتربت الساعة فقد اقترب ما يكون فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك. ونحوه :) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ( ( الأنبياء : ٩٧ ) فإن قلت : كيف وصف بالاقتراب وقد عدّت دون هذا القول أكثر من خمسمائة عام ؟ قلت : هو مقترب عند الله والدليل عليه قوله عزّ وجلّ :) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ ( ( الحج : ٤٧ ) ولأنّ كلّ آت وإن طالت أوقات استقباله وترقبه قريب، إنما البعيد هو الذي وجد وانقرض، ولأنّ ما بقي في الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها، بدليل انبعاث خاتم النبيين الموعود مبعثه في آخر الزمان. وقال عليه السلام :