" صفحة رقم ٣٠٥ "
( سورة الشعراء )
مكية، إلا قوله ) وَالشُّعَرَاء إِلَى ءاخَرَ (
وهي مائتان وسبع وعشرون آية، وفي رواية : وست وعشرون آية ( نزلت بعد الواقعة )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) طسم تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (
الشعراء :( ١ ) طسم
) لِزَاماً طسم ( بتفخيم الألف وإمالتها، وإظهار النون، وإدغامها ) الْكِتَابِ الْمُبِينِ ( الظاهر إعجازه، وصحة أنه من عند الله، والمراد به السورة أو القرآن، والمعنى : آيات هذا المؤلف من الحروف المبسوطة تلك آيات الكتاب المبين.
) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (
الشعراء :( ٣ ) لعلك باخع نفسك.....
البخع : أي يبلغ بالذبح البخاع بالباء، وهو عرق مستبطن الفقار، وذلك أقصى حدّ الذبح ولعل للإشفاق، يعني : أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة على ما فاتك من إسلام قومك ) أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ( لئلا يؤمنوا، أو لامتناع إيمانهم، أو خفية أن لا يؤمنوا. وعن قتادة رضي الله عنه : باخع نفسك على الإضافة.
) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (
الشعراء :( ٤ ) إن نشأ ننزل.....
أراد : آية ملجئة إلى الإيمان قاصرة عليه. ) فَظَلَّتْ ( معطوف على الجزاء الذي هو ننزل، لأنه لو قيل : أنزلنا، لكان صحيحاً. ونظيره : فأصدق وأكن، كأنه قيل : أصدق. وقد قرىء :( لو شئنا لأنزلنا ). وقرىء :( فتظل أعناقهم ) فإن قلت : كيف صحّ مجيء خاضعين خبراً عن الأعناق قلت : أصل الكلام : فظلوا لها خاضعين، فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع، وترك الكلام على أصله، كقوله : ذهبت أهل اليمامة، كأنّ الأهل غير مذكور. أو لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء، قيل : خاضعين، كقوله تعالى :) لِى سَاجِدِينَ ( ( يوسف : ٤ ). وقيل : أعناق الناس :


الصفحة التالية
Icon