" صفحة رقم ٥٢٦ "
) وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ (
الفتح : النصر، أو الفصل بالحكومة، من قوله :) رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا ( ( الأعراف : ٨٩ ) وكان المسلمون يقولون إنّ الله سيفتح لنا على المشركين. ويفتح بيننا وبينهم، فإذا سمع المشركون قالوا :) مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ ( أي في أيّ وقت يكون ) إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( في أنه كائن. و ) يَوْمَ الْفَتْحِ ( يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم، ويوم نصرهم عليهم، وقيل : هو يوم بدر. وعن مجاهد والحسن رضي الله عنهما : يوم فتح مكة. فإن قلت : قد سألوا عن وقت الفتح، فكيف ينطبق هذا الكلام جواباً على سؤالهم. قلت : كان غرضهم في السؤال عن وقت الفتح، استعجالاً منهم عن وجه التكذيب والاستهزاء، فأجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم فقيل لهم : لا تستعجلوا به ولا تستهزؤا، فكأني بكم وقد حصلتم في ذلك اليوم، وآمنتم فلم ينفعكم الإيمان، واستنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا. فإن قلت : فمن فسره بيوم الفتح أو يوم بدر كيف يستقيم على تفسيره أن لا ينفعهم الإيمان، وقد نفع الطلقاء يوم فتح مكة وناساً يوم بدر. قلت : المراد أنّ المقتولين منهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند إدراك الغرق ) وَانتَظِرْ ( النصرة عليهم وهلاكهم ) إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ ( الغلبة عليكم وهلاككم، كقوله تعالى :) فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ ( ( التوبة : ٥٢ ) وقرأ ابن السميقع رحمه الله : منتظرون، بفتح الظاء. ومعناه : وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة. أو وانتظر ذلك ؛ فإن الملائكة في السماء ينتظرونه.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٨٦٨ ) ( مَنْ قرأ آلم تنزيل وتبارك الَّذِي بيدهِ الملك، أُعطي من الأجرِ كأنما أحيا ليلةَ القدرِ )، وقالَ :
( ٨٦٩ ) ( منْ قرأَ آلم تنزيل في بيته لمّ يدخلِ الشيطانَ بيته ثلاثةَ أيامٍ ).
( سورة الأحزاب )
مدنية، وهي ثلاث وسبعون آية
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) يأَيُّهَا النَّبِىِّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (( ٨٧٠
الأحزاب :( ١ ) يا أيها النبي.....
عن زرّ قال : قال لي أبيّ بن كعب رضي الله عنه : كم تعدّون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثاً وسبعين آية. قال : فوالذي يحلف به أبيّ بن كعب، إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول. ولقد قرأنا منها آية الرجم :) وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( ( النور :)، أراد أبيّ رضي الله عنه أنّ ذلك من جملة ما نسخ من القرآن. وأمّا ما يحكى : أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة رضي الله عنها فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض. جعل نداءه بالنبيّ والرسول في قوله :) مُّنتَظِرُونَ ياأَيُّهَا النَّبِىّ اتَّقِ اللَّهَ ( ) عِلْمَا ياأَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ ( ( التحريم : ١ )، ) يَعْمَلُونَ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ( ( المائدة : ٦٧ ) وترك نداءه باسمه كما قال : يا آدم، يا موسى، يا عيسى، يا داود : كرامة له وتشريفاً، وربئاً بمحله وتنويهاً بفضله. فإن قلت : إن لم يوقع اسمه في النداء فقد أوقعه في الإخبار في قوله :) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ( ( الفتح : ٢٩ )، ) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ ( ( آل عمران : ١٤٤ ). قلت : ذاك لتعليم الناس بأنه رسول الله وتلقين لهم أن يسموه بذلك ويدعوه به، فلا تفاوت بين النداء والإخبار، ألا