" صفحة رقم ٥٧٦ "
( سورة سبإ )
مكية
وآياتها ٥٤
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِى الاٌّ خِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِى الاٌّ رْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (سبأ :( ١ - ٢ ) الحمد لله الذي.....
ما في السماوات والأرض كله نعمة من الله، وهو الحقيق بأن يحمد ويثنى عليه من أجله، ولما قال :) الْحَمْدُ للَّهِ ( ثم وصف ذاته بالإنعام بجميع النعم الدنيوية، كان معناه : أنه المحمود على نعم الدنيا، كما تقول : أحمد أخاك الذي كساك وحملك، تريد : أحمده على كسوته وحملانه. ولما قال :) وَلَهُ الْحَمْدُ فِى الاْخِرَةِ ( علم أنه المحمود على نعم الآخرة وهو الثواب. فإن قلت : ما الفرق بين الحمدين ؟ قلت : أمّا الحمد في الدنيا فواجب، لأنه على نعمة متفضل بها، وهو الطريق إلى تحصيل نعمة الآخرة وهي الثواب. وأمّا الحمد في الآخرة فليس بواجب، لأنه على نعمة واجبة الإيصال إلى مستحقها، وإنما هو تتمة سرور المؤمنين وتكملة اغتباطهم : يلتذون به كما يلتذ من به العطاش بالماء البارد ) وَهُوَ الْحَكِيمُ ( الذي أحكم أمور الدارين ودبرها بحكمته ) الْخَبِيرُ ( بكل كائن يكون.