" صفحة رقم ٧٢ "
( سورة ص )
مكية، وهي ست وثمانون آية، وقيل : ثمان وثمانون آية

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) ص وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (
ص :( ١ - ٢ ) ص والقرآن ذي.....
) ص ( على الواقف وهي أكثر القراءة. وقرىء : بالكسر والفتح لالتقاء الساكنين، ويجوز أن ينتصب بحذف حرف القسم وإيصال فعله، كقولهم : الله لأفعلنّ، كذا بالنصب، أو بإضمار حرف القسم، والفتح في موضع الجرّ، كقولهم : الله لأفعلنّ، بالجرّ وامتناع الصرف للتعريف والتأنيث، لأنها بمعنى السورة، وقد صرفها من قرأ ) ص ( بالجرّ والتنوين على تأويل الكتاب والتنزيل، وقيل : فيمن كسر هو من المصاداة وهي المعارضة والمعادلة. ومنها الصدى وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الخالية من الأجسام الصلبة، ومعناه : ما عارض القرآن بعملك فاعمل بأوامره وانته عن نواهيه. فإن قلت : قوله :) ص وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ( كلام ظاهره متنافر غير منتظم، فما وجه انتظامه ؟ قلت : فيه وجهان، أحدهما : أن يكون قد ذكر اسم هذا الحرف من حروف المعجم على سبيل التحدّي والتنبيه على الإعجاز كما مرّ في أوّل الكتاب، ثم أتبعه القسم محذوف الجواب لدلالة التحدّي عليه، كأنه قال :) ص وَالْقُرْءانِ ذِى ( إنه لكلام معجز. والثاني : أن يكون ) ص ( خبر مبتدأ محذوف، على أنها اسم للسورة، كأنه قال : هذه ص، يعني : هذه السورة التي أعجزت العرب، والقرآن ذي الذكر، كما تقول : هذا حاتم والله، تريد : هذا هو المشهور بالسخاء والله ؛ وكذلك إذا أقسم بها كأنه قال : أقسمت بص والقرآن ذي الذكر أنه لمعجز ثم قال : بل الذين كفروا في عزة واستكبار عن الإذعان لذلك والاعتراف بالحق وشقاق لله ورسوله، وإذا جعلتها مقسماً بها وعطفت عليها ) ص وَالْقُرْءانِ ذِى ( جاز لك أن تريد بالقرآن التنزيل كله، وأن تريد السورة بعينها. ومعناه : أقسم بالسورة الشريفة والقرآن ذي الذكر، كما تقول : مررت بالرجل الكريم وبالنسمة المباركة، ولا تريد بالنسمة غير الرجل. والذكر : الشرف والشهرة، من قولك : فلان مذكور، وإنه لذكر لك ولقومك، أو


الصفحة التالية
Icon