" صفحة رقم ٥٣٠ "
( سورة الجمعة )
مدنية، وآياتها ١١ ( نزلت بعد الصف )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (
الجمعة :( ١ ) يسبح لله ما.....
قرئت صفات الله عزّ وعلا بالرفع على المدح، كأنه قيل : هو الملك القدوس، ولو قرئت منصوبة لكان وجها، كقول العرب : الحمد لله أهل الحمد. الأمي : منسوب إلى أمّة العرب، لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون من بين الأمم. وقيل : بدأت الكتابة بالطائف، أخذوها من أهل الحيرة، وأهل الحيرة من أهل الأنبار. ومعنى ) بَعَثَ فِى الامّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ ( بعث رجلاً أمياً في قوم أميين، كما جاء في حديث شعياء : أني أبعث أعمى في عميان، وأميّاً في أميين وقيل منهم، كقوله تعالى :) مّنْ أَنفُسِكُمْ ( ( التوبة : ١٢٨ ) يعلمون نسبه وأحواله. وقرىء :( في الأمين )، بحذف ياءي النسب ) يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَاتِهِ ( يقرؤها عليهم مع كونه أميّاً مثلهم لم تعهد منه قراءة ولم يعرف بتعلم، وقراءة أمي بغير تعلم أية بينة ) وَيُزَكّيهِمْ ( ويطهرهم من الشرك وخبائث الجاهلية ) وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ( القرآن والسنة. وإن في ) وَإِن كَانُواْ ( هي المخففة من الثقيلة واللام دليل عليها، أي : كانوا في ضلال لا ترى ضلالاً أعظم منه ) وَءاخَرِينَ ( مجرور عطف على الأميين، يعني : أنه بعثه في الأميين الذين على عهده، وفي آخرين من الأميين لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم، وهم الذين بعد الصحابة رضي الله عنهم. وقيل :


الصفحة التالية
Icon